دخول الجامعة هو حلم طالما راود كل طالب، لكن الحقيقة أنه لا يشبه الأفلام ولا الروايات التي نقرؤها؛ قد تكون سنة أولى جامعة بداية لعزلة غير متوقعة، وخجل يقيد اللسان، وغربة وسط الزحام فما أسباب هذه المشاعر؟ وكيف يمكن تجاوزها دون أن نخسر أنفسنا؟

 

تابع المزيد:سنة أولى جامعة | بين الصحاب والضياع.. هل يحدد أصدقاؤك مصيرك في الجامعة؟

 

من صدمة الانتقال إلى الانعزال الاجتماعي


الطالب في بداية حياته الجامعية يواجه نقلة نفسية واجتماعية ضخمة؛ لم يعد محاطًا بالأصدقاء الذين يعرفهم منذ سنوات، ولم يعد النظام مألوفًا، ولا الأساتذة يعرفون اسمه، ولا أحد يسأل إن غاب يومًا؛ كل شيء جديد وغريب؛ وهنا تبدأ مشاعر الانعزال، ويظهر الخجل كحاجز بين الطالب وبناء صداقات جديدة

 

الخجل الطبيعي أم عائق التقدم؟


الخجل في حد ذاته ليس عيبًا، بل هو طبيعة في الكثير من الشباب؛ لكنه يصبح مشكلة عندما يمنع الطالب من التعبير، من المشاركة، من الانخراط في الأنشطة، من السؤال في المحاضرة، أو حتى من السلام على زملائه؛ هنا يتشكل ما يعرف ب"الخجل المعطل"، الذي لو استمر لأشهر قد يتحوّل إلى عزلة حقيقية يصعب الخروج منها.

 

أعراض الغربة داخل الجامعة

 

  • الشعور بالوحدة حتى في الزحام.
  • عدم الرغبة في حضور المحاضرات أو النشاطات.
  • الخوف من التحدث أمام الآخرين.
  • إحساس دائم بأنك "مش منهم"، وأن الكل أفضل، أذكى، أو أجرأ منك.
  •  

لماذا تحدث هذه الغربة؟

  •  
  • انفصال عن الأمان القديم: المدرسة كانت مكانًا مألوفًا، والجامعة لا تزال مجهولة.
  • صورة مثالية عن الحياة الجامعية: نتوقع صداقات فورية وحياة نشيطة، وعندما لا نجدها نشعر بالإحباط.
  • عدم التقبّل الذاتي: الكثيرون يدخلون الجامعة وهم غير راضين عن أنفسهم، وهذا يزيد حدة الخجل والعزلة.
  • الخوف من الحكم: الخوف من نظرات الناس وآرائهم يجعل البعض يفضل الانسحاب على المغامرة الاجتماعية.

 

كيف تتجاوز الغربة في سنة أولى؟

  •  
  • ابدأ بخطوات صغيرة: كلمة "صباح الخير"، سؤال في المحاضرة، مشاركة بسيطة، كلها بدايات جيدة.
  • ابحث عن التشابه لا الاختلاف: ركز على ما يربطك بزملائك بدل ما يفرقكم.
  • انضم لنشاط طلابي: النوادي والأنشطة فرصة ذهبية لبناء علاقات دون ضغط.
  • تكلم عن مشاعرك: سواء لصديق، أو حتى بكتابة يومية، لا تكبت مشاعر الغربة.
  • اقبل نفسك كما أنت: الكل خائف في البداية، الكل خجول بطريقة ما لكن من يخطو أولًا هو من ينجو.

 

أصعب لحظة... هي البداية فقط


من المهم أن نذكر أنفسنا أن كل بداية صعبة؛ لكن الصعوبة لا تعني الفشل، بل فقط أنك في طريق جديد لم تألفه بعد.
ستكبر، وتتعلم، وستضحك لاحقًا على خجلك هذا المهم أن تُعطي نفسك فرصة.


الغربة في الجامعة ليست علامة ضعف، بل لحظة إنسانية يمر بها الجميع بدرجات مختلفة لا تعاقب نفسك على مشاعر طبيعية، ولا تبقَ في الزاوية تراقب الحياة تمر؛ خطوة صغيرة كل يوم، تكسر الحاجز، وتمهد الطريق نحو صداقات دائمة، وثقة حقيقية بالنفس